أدركت أجيال من السعوديين احتراف بعض الشباب صناعة تسالٍ من وجبات ومشروبات بسيطة، واستغلال فرصة شهر رمضان في الخروج ببعض المكاسب المادية من خلال بسطة صغيرة أمام البيت يحتشد حولها أطفال وشبان القرية والحارة والحي. وشهدت أواخر السبعينات بيع البقالات قوارير التوت المستوردة، وبحكم العناية والاستعداد المبكر يجمع العازم على المتاجرة قوارير الشطة الفارغة من الأقارب والزملاء في المدرسة، ويحرص على أن تكون القارورة بغطائها، ويعد البائع موفر القوارير بعرض خاص وهدايا مجانية، وبقدر عالٍ من الخبرة تتم الموازنة بين رأس المال والأرباح، ويدفع الحرص على مكسب أعلى التاجر الصغير لملء غطاء قارورة التوت في طاسة كبيرة، ويضيف إليها كمية كبيرة من الماء وقليل من السُّكر، ثم يحركه بالملعقة، وبمغراف خاص يقوم بتعبئة درزن من القوارير، ويخرج بها إثر انتهاء صلاة المغرب في ساحة أو برحة لتجمع الصبية، ويبيع القارورة الواحدة بقرش واحد، وما يبقى في قاعة الطاسة أو القدر يتقاسمه موفرو القوارير الفارغة، وللشرب من فم قارورة الشطة نغمة خاصة يموسقها كل شارب بطريقته في الشفط. وربما لم يدر بخلد عائلات وبيوت إقبالها بقوة شرائية على اقتناء كميات من الأشربة الرمضانية وتكديسها في مطبخ وثلاجة المنزل علماً أن بعضها غير آمن صحياً وغذائياً، وبعضها مظنة نقل الأوبئة والأمراض.
المحاذير من العصائر ذات الأصباغ والخمائر لا حصر لها، ولعل التحذير واللوم محفزات للبعض، واللوم إغراء كما قال أبو نواس، فتجد التدافع على مركبات تبيع المياه الملونة،علماً أنها كلها سُكّر في مويه كما يقول المثل.
المحاذير من العصائر ذات الأصباغ والخمائر لا حصر لها، ولعل التحذير واللوم محفزات للبعض، واللوم إغراء كما قال أبو نواس، فتجد التدافع على مركبات تبيع المياه الملونة،علماً أنها كلها سُكّر في مويه كما يقول المثل.